الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

دبلوماسية التيه العربي


كلما بحثت لعلّي أجد سببا واحدا يقنعني بالقبول بدبلوماسية 'بدعة حوار الأديان' التي تطوف العالم العربي وحده، أصاب بإحباط شديد لأني لا أجد جوابا مقنعا بضرورة الاستمرار في هذه 'البدعة' غير الحسنة، في الدوحة على مدى خمس سنوات أو أكثر التقى أتباع الديانات السماوية الثلاثة، مؤتمرات موازية أيضا عقدت في دولة الإمارات العربية، وصنعاء والإسكندرية ومالطة وليبيا والمغرب، كل تلك المؤتمرات لم تقدم ما ينفع العرب والمسلمين لخدمة دينهم ودنياهم، وانتقل حوار الأديان تحت مظلة عربية إسلامية إلى مدريد ومنها إلى نيويورك وأيضا الداعي والممول عربي والخاسر عربي والرابح إسرائيلي بكل معاني الربح والانجاز.أقول الرابح هو إسرائيل، لأنها التقت وتحاورت حوارات سياسية مطلقة مع العرب في عواصمهم، وتلك الحوارات بكل ما فيها من دهاء وخداع صهيوني نقلت على وسائل الإعلام العربي بكل أنواعها ودخلت تلك الحوارات كل بيت عربي، أليس ذلك اكبر انجاز لإسرائيل؟كل خوفي أن يتحول حوار الأديان الذي سينطلق في نهاية هذا اليوم الثلاثاء في نيويورك إلى مؤتمر مصالحة ومصافحة بين الملك عبد الله آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ورئيس الدولة الصهيونية شمعون بيريز، قد تكون تلك المصافحة والمصالحة سرا وبعيدا عن الأنظار حتى لا تسبب حرجا لخادم الحرمين الملك عبد الله ولكن عصر الأسرار ولى وإلى غير رجعة.أرجو ان تتسع صدور ولاة أمرنا لمواطن يطرق أبواب الستين عاما أن يطرح عليهم سؤالا واحدا، وهو إذا كنتم تؤمنون بجدوى الحوار وفاعليته، فلماذا لا يتحاور ولاة أمرنا معنا نحن المواطنين؟ حوار حول الأمن الوطني، والمال العام وكيفية إنفاقه، وسباق أهل المال والنفوذ على تطويق البراري والقفار والاستيلاء على ملكيتها، حوار حول التعليم الذي مسخ في كل أقطار الوطن العربي لخدمة الآخر، حوار بكل تجرد عن الأموال المستثمرة في خارج الوطن العربي وما أصابها من خسائر في الظروف المالية الدولية الراهنة، حوار حول الإصلاح والمشاركة في صناعة القرار. أرجو الله أن تجد هذه الفكرة وقعا عند ولاة الأمر فينا.كنا نترقب معجزة الدبلوماسية المصرية في إنجاح 'الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني' الذي دعت إليه القاهرة ولكن ولسوء الطالع لم تكلل الجهود المصرية بالنجاح، وذلك لأسباب وأسباب أهمها أن الورقة المصرية المقدمة إلى أطراف الحوار كانت عبارة عن املاءات وليست مشروع حوار، اعترض الكثير من الفصائل الفلسطينية الفاعلة على بعض بنود تلك الوثيقة ولم تستجب مصر لتلك الاعتراضات، مصر بوصفها الدولة الداعية والمضيفة فضلت دعوة أطراف فلسطينية وتجاهلت أطراف فلسطينية أخرى، وهذا عامل زاد في توسيع الهوة بين أطرافا العمل الفلسطيني، أمر آخر، كيف تكون الحكومة المصرية وسيطا نزيها وهي تفرض حصارا ظالما على قطاع غزة لصالح إسرائيل وسلطة عباس رام الله، وقطع الطرق البرية وما تحت سطح الأرض بمعونة أمريكية ـ إسرائيلية، كي لا يصل إلى سكان قطاع غزة (مليون ونصف المليون إنسان) ما يعين على الحياة؟ مصر كانت قد عملت بكل جهودها مع حماس والجهاد للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، على أن تفتح معبر رفح المصري مع غزة، وتفتح إسرائيل المعابر جميعها مع القطاع، فتمت التهدئة ولم تلتزم الحكومة المصرية بوعودها للطرف الفلسطيني وكذلك فعلت إسرائيل. أضف إلى ذلك حملة الاعتقالات التي قامت بها سلطة رام الله العباسية في صفوف أنصار وكوادر وقادة حماس في الضفة الغربية عشية انعقاد 'الحوار الفلسطيني' في القاهرة ولم تحرك مصر ساكنا، في الوقت الذي أبدت حماس مرونة تحمد في هذا المجال إذ أنها أطلقت كل المعتقلين السياسيين من حركة فتح في غزة. استطيع القول بكل ثقة، إن الحلف الثلاثي المصري الفلسطيني رام الله، وإسرائيل يعمل بكل جهد للوصول بالحصار القاتل على غزة إلى ابعد الحدود كي تنهار القيم والمعنويات والآمال في القطاع، ثم يتم الإجهاز على القطاع بالجيش الإسرائيلي ويجري تسليمه لفريق رام الله والعرب يتفرجون. امتعاض بعض العرب جراء تعيين الرئيس الأمريكي المنتخب بعض اليهود في مراكز حساسة في إدارته يبعث للسخرية، لان أمريكا تتعامل مع الأكفاء ونادرا ما تكون التعيينات مبنية على المحسوبية. الأمر الثاني ماذا فعل العرب ــ وهنا اعني القيادات ــ للفلسطينيين والعراقيين المقاومين وغيرهم، ماذا عملوا لقضاياهم المصيرية؟ إذا كنا نريد أن يحترمنا الغرب كله فعلينا أن نحترم قيمنا ونحافظ على سيادتنا ونشيع بيننا التراحم والمحبة وان لا نكون عجينة لينة يعبث بنا الأعداء، وأرجو أن لا يتدافع ولاة امرنا إلى حضن الادارة الامريكية القادمة مجانا وان يكون مهرنا غاليا وإلا فعلينا السلام. القدس العربي

هدايا عربية!


هدايا عربية! الياس خوري
11/11/2008
الخبر الذي نشرته 'القدس العربي'، بتاريخ 8-11-2008، عن المزاد العلني الذي سيقام في تل ابيب من اجل بيع الهدايا العربية لقادة الموساد الاسرائيلي، لم يستوقف احداً. كتب زهير اندراوس الحكاية من الناصرة، وفيها ما فيها من تفاصيل المهانة المستمرة. لكن يبدو ان لا احد يبالي، او ان هناك مشكلة كبرى اسمها القيم الاخلاقية.لقد انتهت الاخلاق في السياسة العربية، ولم يعد احد يستحي. مئير دوغان، رئيس الموساد الاسرائيلي، يفخر بالسيوف العربية المرصعة والمذهبة، التي اهداه اياها زعماء العرب. يعرض السيوف في مكتبه بالقرب من تل ابيب، ولا يبالي.والسيد دوغان يمتلك كل الحق في ان يحتقر من ارسل اليه الهدايا، التي ستباع في المزاد العلني التي تنظمه الحكومة الاسرائيلية، بعد ايام في تل ابيب. لماذا عليه ان يبالي، طالما لا كرامة ولا اخلاق في الجانب العربي.ساعات اردنية وقطرية، سيجار كوهيبا، الكوبي الفاخر تلقاه اولمرت، آلة موسيقية ثمينة تلقاها شارون، ساعات مرصّعة ثمينة، والى آخره...الفلسطينيون يموتون بالرصاص والقمع، تهدم بيوتهم، وتقتلع اشجار الزيتون من حقولهم، بينما يتفنن القادة العرب، من الدول المعتدلة والممانعة، في اغداق الهدايا على الزعماء الاسرائيليين، وفي الانبطاح امام القتلة!لا ادري لماذا؟ الا يعرفون ان الهدايا التي تُرسل الى المسؤولين الاسرائيليين، تعتبر ملكا للدولة، وان مصيرها المزاد العلني، الذي سيغرقهم في العار؟ ام انهم يعتقدون انهم يمارسون تقاليدهم في شراء الناس؟ وتزين لهم سذاجتهم ان هذا ممكن في كل حين؟ ام انهم يشترون رضى القاتل الاسرائيلي بالهدايا، بينما يتغرغرون بالكلام عن المقاومة والحقوق المشروعة؟شكرا للسيد دوغان، لا لأنه يقود جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الذي لم يتوقف منذ تأسيسه عن ارتكاب الجرائم، بل لأنه يحتقر هذه الفئة من السياسيين العرب، التي لا تستأهل سوى الاحتقار. لكن هناك مسألة حيرتني، واتمنى ان اجد لها جواباً، ما هي الآلة الموسيقية التي اهديت للجنرال شارون، ومن اهداها له؟موسيقى وشارون؟ هذا يذكرني بواقعة مروعة حدثت خلال مذبحة شاتيلا وصبرا، وروتها بيان نويهض الحوت في كتابها الرائع عن وقائع المذبحة. فقد امر القتلة ضحاياهم بالرقص، وهم يقودونهم الى المدينة الرياضية، حيث نفذ الفصل الاخير من المذبحة. مشهد يذكّر بفظائع معسكرات الاعتقال النازية، ويشير الى نفسية مريضة تحكمت بالقتلة، وعلى رأسهم المسؤول الأول عن المذبحة. هل اراد الزعيم العربي ان يطرب امام رقصة الضحايا؟ ام انه اراد ان يعلن انه مجرد جاهل وسفيه؟يقول اللبنانيون الذين خبروا فظاظة شارون السفّاح، انه كان يحب الطعام كثيرا. وانه كان يأكل في احد افخم المطاعم البيروتية. كان المطعم يحمل اسما فرنسيا، هو 'او فيو كارتييه'، اي 'في الحي القديم'. المطعم لم يعد موجودا اليوم، وهدم المبنى الذي كان يحتله. كان طعام شاون المفضل هو اللحم، لكنه كان لا يشعر بالشبع في هذا المطعم الفرنسي الممتاز. يقال، والله اعلم، ان الجنرال كان عند خروجه من المطعم، يمر بأقرب مطعم لبيع الشاورما، يأكل سندويشين على عجل، قبل ان ينصرف الى تنظيم المذابح في لبنان.كان اجدى بالزعيم العربي ان يهدي شارون سيخاً من الشاورما، بدلا من الآلة الموسيقية. لكن ماذا نفعل بمزيج الجهل والضِعة؟المسألة تتعلق بغياب الرأي العام في بلادنا المنكوبة بالتلفزيونات الفضائية، التي لن تجرؤ محطة واحدة منها على نقل الخبر بالصوت والصورة. فالفضائيات العربية، صارت منابر اعلانية لا اعلامية، مهتمها ستر العورات لا كشف الحقائق.اسرائيل تحتفل بهدايا العرب، في الوقت الذي يحتفل فيه الفسطينيون بانقساماتهم. الشرطة الاسرائيلية تطرد امرأة وزوجها المقعد من منزلهما في الشيخ جرّاح في القدس العربية، بينما يفرط الحوار الفلسطيني في القاهرة.والسؤال هو على ماذا يراهن من قرر فرط الحوار؟اغلب الظن انه يراهن على محور الممانعة الذي يمتد من طهران الى دمشق مرورا بالدوحة. لكن كيف سيبررون الساعات القطرية المعروضة في المزاد الى جانب الساعات الأردنية؟ ام ان شهوة السلطة تعمي العين والعقل؟ ام ماذا؟الانقسام الفلسطيني والتفكك والحصار، هي الهدية الكبرى المعروضة، ليس في مزاد تل ابيب، بل في مزاد التاريخ. لكن مشكلتها ان لا احد سوف يشتري. الساعات والسيوف سوف تباع بعد ايام، وسوف يشتريها اثرياء من اليهود، اما الانقسام الفلسطيني فلن يشتريه احد. الممولون من الجانبين يضحكون عليكم، يدفعون كي يستشري الانقسام، ثم سوف يتركونكم الى الانحلال.كفى.اذا كان الرأي العام العربي عاجزا عن ايقاف فضيحة المزاد العلني في تل ابيب، ومحاسبة زعمائه، فان على الرأي العام الفلسطيني ان يتحرك اليوم لا غدا. مزاد بيع القضية وتحطيمها يصنعه الانقسام وشهوة السلطة والحمق.كفى.

اللجنة الرباعية وبيع الوهم

اللجنة الرباعية وبيع الوهم رأي القدس
11/11/2008
جميل ان تنتقد اللجنة الرباعية حول السلام في الشرق الاوسط اسرائيل، وتطالبها بوقف الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة وذلك اثناء اجتماعها في شرم الشيخ بحضور السيدة كوندوليزا رايس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وعدد من وزراء الخارجية العرب. لكن هذه الانتقادات ليست جديدة، وسمعنا مثلها الكثير على مدى الاشهر بل الاعوام الماضية، بينما استمرت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في المضي قدماً في بناء المستوطنات والسور العنصري العازل، وإقامة الحواجز العسكرية.مطالبة اسرائيل بتجميد الاستيطان ستظل حبرا على ورق طالما انها لم تتزامن مع خطوات عملية لفرضها على الارض كالعقوبات الاقتصادية مثلا، او استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يمنع الاستيطان ويجرمه، تماما مثلما فعلت اوروبا وامريكا في تعاملهما مع ايران والسودان وليبيا والعراق.اللجنة الرباعية الدولية جاءت من اجل مساعدة اسرائيل ورشوة الفلسطينيين بالمساعدات المالية حتى يهدأوا ويتخلوا عن اعمال المقاومة والكفاح المسلح بصفة مؤقتة تتحول الى نهائية في آخر المطاف.هذه اللجنة باعت الفلسطينيين وهماً اسمه الدولة الفلسطينية المستقلة على مدى السنوات الست الماضية على الاقل، دون ان تتقدم بوصة واحدة نحو هذا الهدف، بل الامور تراجعت الى الوراء، وشاهدنا الاستيطان يأكل ما تبقى من الارض، ويخنق القدس المحتلة بالكامل.توني بلير مبعوث هذه اللجنة الى السلام لم يقل كلمة واحدة قوية ضد الاحتلال والاستيطان، وتبنى نظريات فاشلة تتمحور حول تحقيق نمو اقتصادي في الضفة الغربية من اجل تحسين اوضاع الفلسطينيين وبما يؤدي الى تأهيلهم لاستحقاق الدولة اذا ما تم الوصول اليه، ولكنه، اي بلير لم يفكك حاجزا اسرائيليا واحدا في الضفة الغربية (632 حاجزا)، وهي الحواجز التي افشلت مشروعه بالكامل.السيدة كوندوليزا رايس ذهبت الى مدينة جنين بصحبة السيد سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية المؤقتة حتى ترى بنفسها التقدم الاقتصادي الذي حصل جراء نجاح قوات الامن الفلسطينية في تحقيق الاستقرار، ولكن الصورة التي عكستها هذه الزيارة كانت مخادعة تماما. فالوزيرة الامريكية لم تزر مخيم جنين، ولم تلتق بأهله، ولم تستمع الى معاناتهم، وحتى عندما تجولت في قلب المدينة كانت تنظر اليها من خلف زجاج سيارتها المضاد للرصاص.اللجنة الرباعية، ووفق نتائج اجتماعها في شرم الشيخ، تريد من الادارة الامريكية الجديدة بقيادة اوباما ان تضع تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي على قمة اولوياتها، اي انها ترحل الأزمة الى الادارة الجديدة، وهو اسلوب يكشف عن مناورة قديمة متجددة استخدمت على مدى السنوات الستين الماضية أي منذ بداية قيام الدولة العبرية.الرئيس اوباما سيكون مثقلا بالملفات الداخلية الصعبة، والملف الاقتصادي على وجه الخصوص، وحتى اذا وجد وقتا للنظر الى الملفات الخارجية، فإنه سيركز على ملفي العراق وافغانستان، حيث توجد قوات امريكية تخوض حربين لا يمكن الفوز في اي منهما.اللجنة الرباعية فشلت في تحقيق الاهداف التي جاءت من اجلها، والنجاح الوحيد الذي حققته هو خداع الشعب الفلسطيني وبيعه وهماً اسمه الدولة.qcaqpt95
سيد الحلو - الوهمطالما تقرون بذللك فلماذا تتحدثون دائما عن الانقسام الفلسطينى ولا تتحدثون عن الخروج على نتائج الانتخابات الشرعيه.لماذا لاتتحدثون عن خوارج العصر الحديث الذين يريدون اعادة الانتخابات لتزويرها
صايل رحال - الرباعيه وبيع الوهمبعد التحيه اقول اذا كان اصحاب القضيه انفسهم القابعين في قصور وفلل رام الله وهم من يدعون انهم الحصن الحصين للمشروع الوطني اذا كانوا هم انفسهم يخدوعوا انفسهم وشعبهم وقضيتهم فماذا ننتظر من الرباعيه وامريكا بل والعالم اجمع
سعيد عورتاني - المساعدة في البيت اولااستاذ عبدالباري عطوان كيف تنتظر من الأخرين مساعدة الفلسطينيين وانتم تقتتلون وعندما حاولت مصر المساعدة تراجعت حماس حيث انها لم تكتف يعد بعدد القتلى الفلسطينيين على ايدي اخوانهم وتريد المزيد. اصلحوا انفسكم اولا.
بوران بشير - الفلسطينيون لم ينخدعوا بل كشفوا عورات الرباعيةاللجنة الرباعية فشلت حقا في تحقيق الاهداف التي جاءت من اجلها, ولكنها فشلت فشلا ذريعا في خداع الشعب الفلسطيني ببيعه وهما اسمه الدولة. السلطة الفلسطينية هي التي انخدعت واشترت الوهم الذى باعته الرباعية بالاشتراك مع اميركا واسرائيل. اما الشعب الفلسطيني فهو اذكى من ان تنطلي عليه هكذا اكاذيب مضللة. ثم لماذا نضع اللائمة على الرباعية او اميركا او توني بلير, ما دامت القيادات الفلسطينية قد القت سلاحها واستسلمت لقدرها الذى رسمته لنفسها عبر اتفاقيات مجحفة بحق الشعب الفلسطيني بدءا من كامب ديفيد الثانية واوسلو الى وادى عربة عدا منتديات شرم الشيخ, كلها اتفاقيات كبلت الشعب الفلسطيني ووضعته تحت رحمة حكام اسرائيل. أليس الحصار الجائر على قطاع غزة كان نتيجة ما اتفق عليه في مؤتمر انابوليس الداعي الى التطبيع العربي والاتفاق على نزع سلاح المقاومة وارغام الفصائل الفلسطينية على الاعتراف باسرائيل؟ اليست خارطة الطريق التي تبنتها السلطةالفلسطينية ورفضتها حماس وبعض الفصائل الفلسطينية والشرفاء من رجال فتح برهانا على ان الشعب الفلسطيني لم ينخدع باللجنة الرباعية .؟ لو ان هذه اللجنة نجحت في خداع الشعب الفلسطيني لما رأيناه يعاني ويلات الحصار الاسرائيلي - المصرى الجائر في قطاع غزة, ولما رأينا الاطفال يموتون جوعا ومرضا نتيجة رفض ذويهم الاستسلام لمخططات اسرائيل الرامية الى شطب هويتهم ومحو فلسطينهم من الخارطة العربية. الشعب الفلسطيني البطل يحارب على عدة جبهات : اميركية - اسرائيلية - اوروبية - عربية - فلسطينية سلطوية ويقف شامخا رافضا الحلول الاستسلامية مهما دفع من دم مناضليه وارواح اطفاله. النجاح الوحيد الذى حققته الرباعية كان لصالح الشعب الفلسطيني. فقد استطاع هذا الشعب كشف عوراتها واظهارها على حقيقتها وهي انها يجرى وراء اميركا ويمتثل لاوامرها, وكشفت ايضا بأن اميركا رغم عظمتها وقوتها الا انها هشة ضعيفة الارادة تحكمها عصابة صهيونية اخطبوطية متوغلة في البيت الابيض .تعارة. ويفضل ان تكون التعليقات مختصرة بحيث لا تزيد عن 200 كلمة.


عن القدس العربي

الأحد، 9 نوفمبر 2008


e

ahmad

a


444


:: الرفيق القائد وديع حداد

السبت, 08 نوفمبر, 2008
ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.
ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.
لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.
وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.
وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.
وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.
وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.
لكن النظام الأردني لم يسلم بالهزيمة التي لحقت به ، وقام بهجوم معاكس تمثل بانقلابه الأسود في نيسان عام 1957 ضد حكومة النابلسي الوطنية ، واتبعها بحملة اعتقالات واسعة طالت رموز وقيادات الحركة الوطنية ونشطائها ، وكان من ضمن الذين ألقي القبض عليهم الدكتور وديع الذي أودع في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر".
ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.
التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد النصار ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.
وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.
وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.
وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.
ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.
ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.
لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.
استشهد في عام 1978 في ألمانيا الشرقية.
أضافها
خبّر عن هذا المقال:






:: يوم الأرض في الأدب الشعبي الفلسطيني

السبت, 08 نوفمبر, 2008
بقلم : عابد عبيد الزريعي
" قال : الأرض بتفرق ع شبر قالوا : وآنت الصادق ع ظفر "مثل شعبي فلسطينيجاء يوم الأرض في الثلاثين من مارس 1976 , كتتويج لمسار نضالي ، بدأت ملامحه في التشكل بعد هزيمة 1948 . حيث وجدت الجماهير الفلسطينية ، التي لم تغادر وطنها , نفسها وبشكل مباشر في أتون معركتين ضاريتين ، الأولى هي معركة الأرض وحمايتها من المصادرة , والثانية هي معركة الإنسان , وحمايته من الاستلاب ومحو هويته الوطنية , وكانت تدرك أنها في سياق معركتها في الدفاع عن الأرض , تبلور شخصيتها الوطنية وتحميها من الاستلاب .وخلال هذا المسار كان الأدب الشعبي , في قلب المعركة , وكان المبدعون الشعبيون هم الناطقون الرسميون باسم الجماهير المناضلة ، والمعبرين بصدق وأمانة , عن صمود الإنسان وتصديه لسياسة مصادرة الأرض ، التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية ، في محاولة منها لاستغلال تداعيات الهزيمة على عقل ووجدان الإنسان , الذي لم يكن أمامه آلا آن يقبض على كل حفنة من التراب , يتنسم رائحتها الزكية ، ويرص الكتف آلي الكتف دفاعا عنها وحماية لها : وفتحنا لابواب الفن غالين // وقلوبنا من مزيد الشوق غالينكروم الناصرة عالكل غالين // وأغلى من شي اسمو الذهببلاد العز لاتقولوا نسي لها // اباترنا بايدينا نسلهايارب بلادنا يكثر نسلها // ولكل شجرة زيتون اربع صحابوتسجل الاهزوجة الشعبية صمود الجماهير في وجه رصاص العدو في ايار 1958 ، وهي تتصدى لسياسة مصادرة الارض ، مستمدة العزم من ايمانها وتمسكها بحقوقها الوطنية ، ومن وعيها بانتمائها القومي ، الذي جسدته جماهير بورسعيد بصمودها في عدوان 1956 :والناصرة ركن الجليل // فيك البوليس مدحوليارض العروبة تحررت // دايان شيل وارحلاخواننا في بورسعيد // الهم تاريخ مسجليلو وقعت سابع سما // عن ارضنا مابنرحلكما يسجل الأدب الشعبي بطولة الجماهير التي انتصرت على قرار موسي ديان بمصادرة الاف الدونمات من الأرض العربية في نحف والنبعة ودير الاسد بمنطقة شاغور بشمال فلسطين :نادى المنادي في الجليل // ارض العروبة للعربشاغور مالك مثيل // وترابك اغلى من الذهبوبوحدة رجال الشاغور // امر المصادرة انشطبديان امرك مستحيل // بالوحدة راح ينشطبكما كان الأدب الشعبي هو المعبر عن حالة التواصل والتفاعل النضالي , بين الجماهير الفلسطينية في الضفة والقطاع واراضي 1948 , بعد هزيمة حزيران 1967 , فقد عكس هذه المسألة بعمق شديد ، في كثير من الأغاني والأهازيج ، التي ترسم صورة حية وقادة للنضال الجماهيري داخل الوطن المحتل , وتعبر عن توق الإنسان الفلسطيني للحرية ، ونضاله من اجل كنس الاحتلال : مهما طول عتم الليل // بتجليه شمس الحريةمهما طال الليل وطال // وغطى سواده ع الاطلالعنا في الوطن ابطال :: بتعيد شمس الحرية وهي صورة مشهدية , تمتاز باتساعها وغنى عناصر الفعل المكونة لها والتي تمنحها الحيوية والحركة , وينبني هذا الاتساع على الإيمان الواعي , بوحدة النضال الجماهيري داخل الأرض المحتلة، عام 1967 ، أوتلك التي احتلت بعد هزيمة 1948 ، خاصة وان سياسة مصادرة الأرض ، قد امتدت وتواصلت ، في كل الأرض المحتلة , تقول الأغنية : هبت ارباب الاعلامتحيي الجرأة والاقدامشعب الضفة ثار وقاممن غزة حتى اليامونهبت كل الملايينتحيا نابلس وجنينغزة ومعاها برقين //وحيفا وعكا وعفولهويافا النا واللطرونويرسم الأدب الشعبي صورة لنضال الجماهير الفلسطينية ، التي تواصل تصديها , لمحاولات العدو قمع حركتهم النضالية بالاعتقال ومنع التجول ، فيقول الشاعر على لسان الجماهير :- مش ممكن ندخل ملجا // لابالسيله ولا بعجهومن الطيرة ومن برقا // بساحات الميادينا- على ارض الضفة في شعب يناضل // من اجل الحرية اوقد مشاعلفي الجليل الغالي , وغزه ع الساحل // وانت يافلاح وانت ياعامل // اطرد من ارضك جيش الصهيوناآن الأدب الشعبي لا يكتفي برسم صورة الحركة الجماهيرية الناهضة ضد الاحتلال ، ولكنه يتجاوز آلي تبريرها ، وصياغة مصداقيتها ، المستندة آلي الوعي ، بجوهر العدو الصهيوني ، المتمثل في الاقتلاع والاستيطان , تقول الاغنية : ميجنا ياميجنا ياميجنايابا الدهر دولابو دار بيوبصيح وفش عادل داربييابا الحرامي صار ساكن دار بيوعم يسميني مخرب ابوابآن احتلال الارض / الحرامي / وغياب العدل / فش عادل / بقدر مايبرر حق صاحب البيت في النضال من اجل استعادته ، فانه يفند في ذات الوقت كل محاولة لوسم هذا النضال بالتخريب ، ويضعه في موقعه الصحيح ، الذي يجب آن يكون في مواجهة الاحتلال / الذين طردوا وسكنوا / حتى استعادة ارض الجدود كما يقول النص : مكرس حياتي جاي حرر الاوطان // من اللي طردني من دياري وسكن فيهاارض الجدود من قديم الزمان // بدمي وبدم اولادي بفديهاوفي هذا المسار النضالي ، المقاوم لسياسة الاحتلال ، القائمة على الاقتلاع ، ومصادرة الأراضي ، من اجل بناء المستوطنات ، وتحويل المزارعين الفلسطينيين آلي عمال من الدرجة الثانية في الاقتصاد الإسرائيلي, انفجرت انتفاضة يوم الأرض ، في الأراضي المحتلة عام 1948 , ليمتد لهيبها آلي الضفة والقطاع , ويتجاوب معها الشعب الفلسطيني في مختلف بلدان الشتات .وقد تميزت صورة انتفاضة يوم الأرض ، في الأدب الشعبي ، بعناصرها / الأرض والدم والشجر والخيل والفرسان / التي تكشف عن إرادة الشعب الفلسطيني الوهاجة ، وتصميمه على حماية كل شبر من ارضه , تقول الاغنية :لاجل الزيتونة والتوت // واشجار الماندلينابدنا نحارب حتى نموت // او ترجع فلسطيناوترسم الأغنية الشعبية المشهد الكامل ليوم الأرض ، حيث يتوحد الإنسان بالوطن ، وتتلون الأرض بالأحمر القاني ، وتردد أغاني الشعب :يا طلت خيلنا من قاع وادي // يا طلت خيلنا من قاع واديعوايد رجالنا تكيد الاعادي // عوايد رجالنا تكيد الاعاديياطلت خيلنا من دير حنا // يومك يارض والشعب غنىياطبت خيلنا من كفر كنا // يومك يارض والدم غنىياطلت خيلنا من مجد الكروم // دمك شبابنا ع الارض بيعومياطلت خيلنا من صوب عرابه // لاجلك يابلادنا ضحوا الشبابياطلت خيلنا من تل سخنين // يومك يارضنا نحنا شاهدينياطبت خيلنا من فوق الرامه // تسلم ياشعبنا يابو الكرامهياطلت خيلنا من ارض البعنه // بغني ع بلادنا والجمع سامعنيياطلت خيلنا من ابو سنان // حبك يابلادي مكتوب ع لساني ويستمر المبدع الشعبي في رسم صورة الفرسان ، القادمين آلي معركة الأرض من كل القرى والمدن الفلسطينية , ليجسد بعملية تسجيل أسمائها في اللغة ، شكلا آخر من أشكال النضال , ضد عملية المصادرة والاستلاب . وتكثف الأغنية الخيار الوطني ، الذي خرجت الجماهير به من المعركة ، وهي اكثر ثقة بقدراتها , بعد آن جعلت من يوم الأرض مناسبة تاريخية تشهد على عزمها وتصميمها علىمواصة النضال حتى نيل جميع حقوقها الوطنية :- نحنا بشعب بلادي بنتغنى // ليوم الارض لصيتو رنهتحيا عنابه ودير حنا // كانوا فوارس كانوا يموتونا- لو ماعنا غير القوت // ابنصمد في اراضيناوبدنا نجاهد حتى نموت// لاخر واحد فينا

خبّر عن هذا المقال:





100


:: قصيدة محمود درويش الجديدة... مَنْ أَنا لأقول لكمْ ما أَقول لكمْ

السبت, 08 نوفمبر, 2008
مَنْ أَنا لأقول لكمْ ما أَقول لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ فأصبح وجهاً ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ فأصبح ناياً ...
أَنا لاعب النَرْدِ ، أَربح حيناً وأَخسر حيناً أَنا مثلكمْ أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً وانتميتُ إلي عائلةْ مصادفَةً ، ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ وأَمراضها :
أَولاً - خَلَلاً في شرايينها وضغطَ دمٍ مرتفعْ
ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ والجدَّة - الشجرةْ
ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزابفنجان بابونج ٍ ساخن
ٍرابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة
خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ
سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ كانت مصادفةً أَن أكونْ ذَكَراً ...
ومصادفةً أَن أَري قمراًشاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات ولم أَجتهد كي أَجدْ شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !
كان يمكن أن لا أكونْ كان يمكن أن لا يكون أَبي قد تزوَّج أُمي مصادفةً أَو أكونْ مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت ولم تنتبه إلي أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ ولم تعرف الوالدة ْ ...
أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَقبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /كانت مصادفة أَن أكون أنا الحيّ في حادث الباصِ حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْلأني نسيتُ الوجود وأَحواله عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيهاودورَ الحبيب - الضحيَّة ْفكنتُ شهيد الهوي في الروايةِ والحيَّ في حادث السيرِ
لا دور لي في المزاح مع البحرِلكنني وَلَدٌ طائشٌ من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ ينادي : تعال إليّْ !
ولا دور لي في النجاة من البحرِأَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّرأي الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةًلا تطلُّ علي البحرِ
لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القريت خبز الليل َ
لو أَن خمسة عشر شهيداًأَعادوا بناء المتاريسِ
لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْرُبَّما صرتُ زيتونةًأو مُعَلِّم جغرافيا أو خبيراً بمملكة النمل أو حارساً للصدي !
مَنْ أنا لأقول لكم ما أقول لكم عند باب الكنيسةْ ولستُ سوي رمية النرد ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ ربحت مزيداً من الصحولا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرة ْبل لكي أَشهد المجزرةْ
نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ و أكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ وخفتُ كثيراً علي إخوتي وأَبي وخفتُ علي زَمَن ٍ من زجاجْ وخفتُ علي قطتي وعلي أَرنبي وعلي قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ وخفت علي عِنَبِ الداليةْ يتدلّي كأثداء كلبتنا ...ومشي الخوفُ بي ومشيت بهِ حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أُريدُ من الغد - لا وقت للغد -
أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ / أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أري / لا أري / أتعثَّرُ / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسي / أري / لا أري / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي / أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَي / ويغمي عليّ /ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ / لا دور لي في حياتي سوي أَنني ،عندما عَـلَّمتني تراتيلها ، قلتُ : هل من مزيد ؟وأَوقدتُ قنديلها ثم حاولتُ تعديلها ...كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،والريح حظُّ المسافرِ ...شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ لأن الجنوب بلادي فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي ربيعاً خريفاً ..أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرة ِثم أُطيل سلامي علي الناصريِّ الذي لا يموت ُلأن به نَفَسَ الله والله حظُّ النبيّ ...ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ ...من سوء حظّيَ أَن الصليب هو السُلَّمُ الأزليُّ إلي غدنا !مَنْ أَنا لأقول لكمما أقولُ لكم ،
مَنْ أنا ؟
كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ والوحي حظُّ الوحيدين
إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ علي رُقْعَةٍ من ظلامْ تشعُّ ، وقد لا تشعّ ُفي هوي الكلام ْكريش علي الرملِ
/لا دَوْرَ لي في القصيدة غيرُ امتثالي لإيقاعها :حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حسا ًوحَدْساً يُنَزِّلُ معني
وغيبوبة في صدي الكلمات
وصورة نفسي التي انتقلت من أَنايَ إلي غيرها واعتمادي علي نَفَسِي وحنيني إلي النبعِ /
لا دور لي في القصيدة إلاّ َإذا انقطع الوحي ُوالوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهد ْكان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟لو لم أَكن في طريقي إلي السينما ...كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما هي ،
أو خاطراً غامقاً مبهما ...
هكذا تولد الكلماتُ .
أُدرِّبُ قلبي علي الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
صوفيَّةٌ مفرداتي .
وحسِّيَّةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّإذا التقتِ الاثنتان ِ :أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ ولا أنتَ .
يا حبّ ! هُبَّ علينا عواصفَ رعديّةً كي نصير إلي ما تحبّ لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ - لا شكل لك ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
أَنت حظّ المساكين /من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراًمن الموت حبّاًومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً لأدخل في التجربةْ !
يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه :هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
فتسمعه العاشقةْ وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ كالبرق والصاعقة
للحياة أقول : علي مهلك ، انتظريني إلي أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُ الفكاكَ من الوردةِ /انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي فاُخطئ في اللحنِ /
في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ لنشيد الوداع .
علي مَهْلِكِ اختصريني لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :تحيا الحياة !
علي رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /حتي علي الريح ، لا أستطيع الفكاك من الأبجدية /
لولا وقوفي علي جَبَل ٍلفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلي !ولكنَّ مجداً كهذا المُتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائي ِّصعبُ الزيارة : يبقي الوحيدُ هناك وحيداًولا يستطيع النزول علي قدميه فلا النسر يمشي ولا البشريُّ يطيرفيا لك من قمَّة تشبه الهاوية أنت يا عزلة الجبل العالية !
ليس لي أيُّ دور بما كُنْت ُأو سأكونْ ...هو الحظُّ .
والحظ لا اسم لَهُ قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَنحن الذين كتبنا النصوص لهم واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال هو الواقعيُّ علي خشبات المسارح ِ
خلف الكواليس يختلف الأَمرُليس السؤال : متي ؟بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَن مَنْ أنا لأقول لكم ما أقول لكم ؟
كان يمكن أن لا أكون وأن تقع القافلةْ في كمين ، وأن تنقص العائلةْ ولداً ، هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاًعلي هذه الكنبةْ بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب ولا صوتُهُ ،بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لولم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً فوق فُوَهَّة الهاويةْ ربما قال : لو كنتُ غيري لصرتُ أنا،
مرَّةً ثانيةْ هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ في الهواء المقَطَّر بالماء ...لو كان في وسعه أن يري غيره لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،وتنسي الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...
ولو كان أَذكي قليلاً لحطَّم مرآتَهُ ورأي كم هو الآخرون ...ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً ...
والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ...لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ بحثاً عن الماء .
هذا سحاب - يقول ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى يشدُّ علي خصره . ويدقُّ خطاه علي الرمل ِكي يجمع الغيم في حُفْرةٍ .
والسراب يناديه , يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ إذا ما استطعتَ القراءةَ .
واكتبْ إذا ما استطعت الكتابة .
يقرأ : ماء ، وماء ، وماء .
ويكتب سطراً علي الرمل : لولا السراب لما كنت حيّاً إلي الآن
من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل حين تبدو السماءُ رماديّةً وأَري وردة نَتَأَتْ فجأةً من شقوق جدارْ
لا أقول : السماء رماديّةٌ بل أطيل التفرُّس في وردةٍ وأَقول لها : يا له من نهارْ !
ولاثنين من أصدقائي أقول علي مدخل الليل : إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ
مثلنا ...
وبسيطاً كأنْ : نَتَعَشَّي معاً بعد يَوْمَيْنِ نحن الثلاثة ،مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداًمنذ يومين ، فلنحتفل بسوناتا القمرْوتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء فغضَّ النظرْ !
لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةًلا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ بل لأن نبيّاً تمشَّي هناك وصلَّي علي صخرة فبكتْ وهوي التلُّ من خشية الله مُغْميً عليه ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ متحفاً للهباء ...لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ...يموت الجنود مراراً ولا يعلمون إلي الآن مَنْ كان منتصراً !ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا : لو انتصر الآخرون علي الآخرين لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أُخر يأُحبك خضراءَ . يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...
برفق ِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .
أَنا بذرة من بذورك خضراء ...
تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...
من أنا لأقول لكمما أَقول لكم ؟
كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا
مَنْ أَنا كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ بي صباحاً ،ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحي فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلاَّ أري الشام والقاهرةْ ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ
كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّيعن الأرزة الساهرةْ
كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ، أَن أَتشظّيوأصبح خاطرةً عابرةْ
كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،أَن أَفقد الذاكرة .
ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداًفأصغي إلي جسدي وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً وأُخيِّب ظنّ العدم
مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟ مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا
أضافها

السبت، 8 نوفمبر 2008

kljh

ælkjh

الجمعة، 7 نوفمبر 2008


12:07 PM
بالامس جلست مع نفسي
اراقب الطريق من النافذة
افتح صدري غواية
حتى تاتيني النساء الكسولات
وساعة ارسلت قطرات
من ملح جسدي
نحو الكابة
ارتدت من السماء لي وردة
وقد اربكني وجودها
فلن اذكر لريح شيئا
حتى لا تغضب
وكلما احسست بالرغبة بالبكاء
سوف ابكي عند النافذة
حتى تمطر
12:20 PM

مدنا ومناذل تخرج من نفسي
عاذمة على الرحيل
هذا ما يقوله الفتى قبل الرحيل
باب منذل للكلاب
وحائط الغربي للزباب
ابسطه فوق حلمي
ويمدني بالالم
ارخيه من راسي ارخيه
يعود للوراء
تعب من القمامة
وتعبت من فتح نوافذه على البحر
قدمي في التاريخ اقدم من عصر البرونذ
انا معرضا لتلف كقطعة القماش
ولكن ماذلت اقاوم المسافات
واساوم على الكلام
هذا ما اعرفه


temogeen
Edit Delete
Comments

ولدت في لغة الحروب
فوق طاولة اممية
لم يكتمل نموي بعد
نصف المائدة لا يرغب بوجود
ونصفها الاخر يرغب لكن
بدون توابل عربية
لم تفلح كل الوصفات
تقاسموني بالشوكة والملعقة الفضية
جلسة سرية تليها علنية
عشاء عمل ندوات مؤتمرات
كي تستوي القضية
لم تفلح كل الوصفات
ابقوني ساخنا في اطباق صينية
كي تستوي القضية
ولدت في لغة الحروب
وماذلت رهن مائدة اممية
لم يقرروا بعد
ان كنت اصلح مشويا اما مقليا


temogeen
Edit Delete
Comment
كانت لقرية البصة قبل سنة 1948 سمعة جيدة, وقد أنصفها بعض الذين عاشوا فيها من غير سكانها بتسميتها "عروس الجليل". وتعود شهرة قرية البصة بين أخواتها من القرى الفلسطينية التي تّم تهديمها وتشريد أهاليها الى نوعية سكانها الطيبين من مسلمين ومسيحيين وتعايشهم السلمي ومستواهم الثقافي وحبهم لقريتهم حتى بعد مرور أكثر من نصف قرن على نكبتهم.
demo_picture5

لمحة تاريخية عن فلسطين والصراع العربي الصهيوني
تعتبر فلسـطين قـلب العـالـم وواسطة عقده وقبـلة انظـاره ومهـد الديانـات التـوحيديــــــة الكبرى في التاريخ وملتقى الحضارات ، وتتوسط بموقعها الاستراتيجي مفارق الطرق بين آسيا واوروبا وافريقيا، وتصل ما بين البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر. يحدها مــــن الغــرب البحـر الابيـض المتوسـط، ومـن الشـرق ســوريـا والاردن، ومــن الـشـمال لبنـان، ومـــــــن الجنوب سـيناء ومصر. تبلغ مساحتها 27,009 كيلومتر مـربع. ومــن الوجهـة الطبيعيــــــة تتكون من ثلاثة اقسام :
1- القسم الساحلي يمتد من رأس الناقورة الى رفح.2- القسم الجبلي يقع وسط البلاد ويمتد من جبال الجليل الى جبـال نابلس والقــدس.3- القسم الثالث غور الاردن ويقع شرقي فلسطين ويخترقه نهر الاردن .
ان اقدم اسم جرى اطلاقه على فلسطين كان "ارض كنعان" وهو الاسم الذي يتكرر ذكره مرارا في التوراة وفي عصور متأخرة جرت تسمية فلسطين بسورية الجنوبية. امــــا التسمية الاولى فتعود الى هجرات متتابعة من شبه الجزيرة العربية الى فلسطين وما جـاورهـا.
ومـن بيـن الجماعـات المبكـرة فـي الهجـرة والاستقــرار كــان الكنعانيــون والعمــوريــون، والييوسيون والمؤابيون، والفينقيون، والادوميون، والاراميون . وقـد اقـامـوا حضـــــارات وبخاصة الكنعانيون منهم والفينيقون.
وفي اواخر القرن الثاني عشر واوائل القرن الحادي عشر اخذت شعوب من غـــرب آسيا الصغرى ومن جزر بحر ايجه وصقلية تهاجر الى السواحل اللبنانية والفلسطينية وتبيـن من نقوش مصرية فرعونية ان اسم هذه الشعوب : ب ل س ت وقد استقرت اول الامر مــــا بين يافا وغزة ثم توسع استقرارها على الساحل الى الشمال من غزة. ومن اسم هذه الشعـوب التي اندمجت بالسكان الاصليين جاء اسم فلسطين.
اما الهجرة الرابعة التي استوطنت سـورية الجنوبية ( فلسطـين ) بعــد العمـورييــــن والكنعانيين والاراميين فكانت هجرة العبرانيين الذين ينتسبون الى ابراهيـم الملقـب بالعبري.
وهذه الهجرة تمت على ثلاث دفعات الاولى في القرن الثامن عشر قبل الميلاد والثانية فــــي القرن الرابع عشر قبل الميلاد والثالثة بقيادة موسى من مصر في القرن الثالث عشـر قبــــــل الميلاد. والدفعتان الاولى والثانية اسطورتان. اما الثالثة فتاريخية. وقــد اقتصــر اسـتقـــــرار العبراينين في المنطقة الجبلية الوسطى من ارض كنعان. ومنذ ان وطأت اقدامهم تلك الارض جوبهوا بمقاومة مستمرة من السكان الاصليين وبخاصة من الكنعانيين والفلسطينين في عصري القضاة والملوك كما تؤكد ذلك اسفار التوراة، لم يندمجوا بالسكان الاصليين بدواع عنصريـة لاهوتية خلافا لبقية الشعوب. وعقب وفاة الملك سليمان انقسمت المملكة الى قسمين: اسرائيل في الشمال ويهودا بالقدس، وقـد انهارت الاولى عـلى يـد الاشـــوريين عام 722 ق.م والثـانيــــة على يد البابليين عام 586 ق.م. وفي منتصف القرن السادس قبل الميلاد تمكن الفــرس مـــــن القضاء على المملكة البابلية وسمحوا لليهود الذين سباههم البابليون بالعودة من منفاهم في بابل فعاد قسم منهم فقط. خضعت فلسطين بعد ذلك لحكم اليونانيين بقيادة الاسكندر المكدوني عـام 334 ق.م ولخلفائه من بعده السلوقيين والبطالسـة ، ومــن ثـم خضعـت لحـكـم الـرومان عـام 63 ق.م. وفي عام 70 م وعام 135 م قمع الرومان انتفاضتيين يهوديتين. وخــلال الحــكــــم الروماني ولد السيد المسيح على المرجح عام 4 ق.م. ولم يعترف به اليهود وقاوموه وقاومـوا رسالته كما قاوموا اتباعه بضراوة، وقبل الفتح العربي الاسلامي لفلسـطـين كـانـت فلسـطـين خاضعة لحكم البزنطيين وتم هذا الفتح عام 638. وبقيت منذ هذا التاريخ حتى عـــــام 918 خاضعة لدولة الخلافة الاسلامية باستثناء الغزوة الصليبية مـا بيــن عــامـــي 1099- 1187 والغزوة النابليونيةعام 1799.
ولما كان العهد التركي الممتد من عام 1517-1918 قد شهد في اواخره بداية انطلاقة المشروع الصهيوني والتنبه الواعي لمقاومته، كان لا بد من تسليط الضوء على هـذه البـدايـــة وعلى التنبه للمقاومة. وفي مطلع القرن السادس عشر برز حدثان هامان تمثل الاول منهما في بسط السلطنة العثمانية هيمنتها على غالبية العالم العربي ومن ضمنه فلسطين على مدى اربعـة قرون اتصفت بالاستبداد والفساد والقمع والافقــار وتــردي الاوضــاع الاقتصــاديـــة وفــرض الضرائب الباهظة المتعددة المتراكمة على الفلاحين الذين عجزوا عن دفعها فبادرت السلطـات التركية الى مصادرة الاراضي وبيعها بالمزاد العلني احيـانـا واحيـانـا تخـلى الفـلاحـــون عـــن اراضيهم لاقطاعيين اتفقوا مع الولاة الاتراك على تسديد جانب من الضرائب. وفـي فلســــطين تمكن اقطاعيون لبنانيون وسوريون من تملك مساحات شاسعة من اراضي الفلاحين الفلسطينين ثم بيعهم لها لليهود فيما بعد. ومن الطريف ان نذكر فيما يتعلق بالضرائب الباهظة التـي عجــز الفلاحون في قرية البصة عن دفعها انهم تخلوا عنها بالتنكر لملكيتها وفرضوا بالقـــوة عـلــــى اهالي قرية الزيب المجاورة الاقرار بانها تخصهم . وعلى الرغم مـن كثـرة مســاويْ الحـكـــم التركي تبقى حسنته في رفض السلطان عبد الحميد الثاني القبول بالمشروع الصهيوني رغــــم الضغوطات الغربية وقد ادى رفضه هذا الى حبك اليهود والماسون والدونمة مؤامرة تــولـــــى تنفيذها حزب تركيا الفتاة ادت الى خلع السلطان وتولي الحزب السلطة الذي باشر بمحــاولـــــة تتريك العرب لتذوبيهم في القومية التركية الطورانية، ومن جهة ثانية بدأ منذ تسلمه الحكم عام 1909 بتسهيل هجرة اليهود واستيطانهم في فلسطين. وخلال الحرب العالمية الاولى دخـلــــت تركيا الحرب الى جانب المانيا، وفي عام 1916 اعلن العرب بزعامة الحسين بن علي الثـورة على الاتراك بالتحالف مع بريطانيا وفقا لاتفاقية حسين - مكماهون، وفـي نفس العـام تـــــــــم توقيـــــع اتفاقية سايكس – بيكو ، وفي العام التالي صدر وعد بلفور.
كانت هيمنة الاتراك على العالم العربي في مطلع القرن السـادس عشـر الحــدث الاول. اما الحدث الثاني في ذلك الوقت فيتمثل في نشأة حركة اللاصلاح الديني البروتستانتية باوروبا التي تبنت اساطير توراتية حول خرافة " الشعب المختار" و " الوعد " السماوي له بالعـــودة الى " ارض الميعاد ". وبعد ان كانت فلسطين في الوجدان المسيحي الغربي ارضا مسيحيــــة اصبحت ارضا يهودية في وقت لم يكن اليهود يفكرون بالعودة. والى جانب التحول اللاهوتــي كان للغرب اطماع استعمارية بفلسطين نظرا لما يمثله موقع فلسطين الجغرافي مــن اهميــــــة اقتصادية وعسكرية ودينية. وتشهد الغزوات الصليبية على قوة هذه الاطماع. وقد استعاد الغرب اهتمامه بالمنطقة العربية في اعقاب احتلال بريطانيا للهند، كما ايقظت حملة نابليون على مصر وفلسطين ودعوته اليهود للعودة الى " وطنهم الاصيل " بحماية فرنسية اطماع بريطانيا خاصة بعد توحيد حاكم مصر محمد علي لمصر مع بلاد الشام وبعد شق قناة السويس.
وجدت الحركة الصهيونية في اواخر القرن التاسع عشر مناخا اوروبيا لتبني مشروعها بعاملين لاهوتي بروتستانتي غربي واستعماري سبقا ولادة تلك الحركة بثلاثة قرون. ولقد وعــى الفلسطينيون مخاطر المشروع الصهيوني مبكرا قبل صدور وعد بلفور بتاريخ 2\11\1917 ، وتمثلت معارضتهم له بقوة ومعارضة كافة بلدان الهلال الخصيب له بعدة مظاهر مــن بينهــــــا الاحتجاجات الشعبية بالمظاهرات والاضرابات ومطالبة السـلطـات التـركيـة بـوقـف الهجـــــرة اليهودية ومنع انتقال ملكية الاراضي لليهود، وتمثلت ايضا بمطالبات النواب ألعرب في مجلـس النواب التركي بهذين الامرين، كما تمثلت ايضا في مقالات صحفية في العديد من الصحف مــن بينها الاصمعي، الكرمل، فلسطين، المفيد، الحقيقة، المقتبس، المنادي، الرأي العـام،وكـذلــــــــك بصدور كتب من بينها: " يقظة الامة العربية " لنجيب عازوري الصادر عام 1905، و" الساحر واليهودي " لاسعاف النشاشيبي الصادر عام 1909، و " فتاة صهيون " لمعروف الارنــــاؤط الصادر عام 1911، وكتاب " مخاطر الصهيونية " لنجيب نصار الصادر عام 1913. و واضـح الادلة على الوعي المبكر لمخاطر المشروع الصهيوني ما كتبه خليل السـكاكينـي فــي جـريـــدة الاقدام عام 1914 والذي جاء فيه : ان الصهيونيين يريدون ان يمتلكوا فلسطين قـلـب الاقطـــــار العربية والحلقة الوسطى التي تربط شبة جزيرة العرب بافريقيا. وهكذا يبدو انهم يريدون كســــر الحلقة وتقسيم الامة العربية الى جزئين للحيلولة دون توحدها، فعلى الشعب ان يـكـون واعيــــــا. انه يملك ارضا ولسانا، واذا شئت ان تقتل شعبا فاقطع لسانه واحتل ارضه وهذا بالظبط ما يعتزم الصهيونيون ان يفعلوه بالامة العربية. والى جانب هذا الوعي مارس الفلسطينيون مبكرا التصدي بالقوة للمستوطنين اليهود وكانت البداية عام 1886 عندما هاجم الفلاحون المستوطنين اليهود في بلدتي الخضيرة وملبس التي اصبحت تعرف باسم بتاح تيكفا.
بوعد بلفور اللاشرعي بدأت بريطانيا بتحقيق حلمها القديم الجديد لاســتعمار فلسـطـيـــن واقامة الكيان الصهيوني، وكانت الخطوة العملية الاولى بتطبيق اتفاقية سايكس- بيكــو لعـــــزل فلسطين عن امها سوريا. ومع دخول الجنرال اللنبي الى القدس بتاريخ 11/12/1917 فـرضـــت بريطانيا على فلسطين حكما عسكريا امتد مدة عامين، وكانت الخطوة الثانية بانتزاع بريطانيــــا من عصبة الامم بتاريخ 24 تموز1922 صك انتدابها على فلســطين المتضمن وعــد بـلفـــــــور.
وبانهائها للحكم العسكري وتنصيبها اليهودي الصهيوني هربرت صموئيل مندوبـا ســاميــــــــــا على فلسطين. وهكذا اصبح بمقدورها وضع الاسس العملية لاقامة الكيان الصهيوني مــن خلآل فتح ابواب فلسطين للمهاجرين اليهود، ومن خلال تسهيل انتقال الاراضي اليهم ، ومــن خــــلال تسليحهم وتدريبهم، واشراف الوكالة اليهودية على شؤونهم لتصبح دولـة ضمـن دولـة. جــابــــه الفلسـطينيون هذه التحديـات بمختلف السـبل فمـن الاحتجاجـات الـى الاضـرابـات الـى العصيـان المدني الى الانتفاضات والثورات التي توالت في الاعوام 1920, 1921, 1929, 1935, 1936-1939, 1946-1948, وواجهت سلطة الانتداب هـــذه بفـــــرض الاحكـام العسكرية وبالاعتقالات والبطش الدموي وهدم المنازل وحل الاحزاب السياسية .
كان لقرية البصة بحكم موقعها الجغرافي بجانب الحدود اللبنانية النصيب الاكبر مـــــن البطش البريطاني لكونها معبرا لانتقال المجاهدين مع اعتدتهم واسلحتهم من سوريا ولبنان الـــى فلسطين ولمشاركة البصيين في الانتفاضات والثورات والهجوم على المستعمرات خاصة فـــــي الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، ولانهم تمسكو باراضيهم ولم يبيعــوا شـبرا واحـــــد لليهود، ومن الاجراءات البريطانية الوحشية التي سقط فيها عدد من الشهداء من بينهم مخـايــــل عوده، ركاد الليوس، شكري الليوس، يوسف يونان، توفيق الجمل وابو تيم عـــدا عشـــــــــرات الجرحى، وعدا عن الاعتقالات والتعذيب والسجن، فقد اقامت الادارة العسـكريــــة البريطانـيــــة جـدارا عـريضا عـاليا مـن الاســلاك الشـائكـة امـتد مـن البـحـر المتوســط بـمـوازاة الـحــــــدود اللبنانية مارا بوسط البلدة الذي شطرها الى قسمين بغية اقفال المعبر الذي كان ممرا للمجاهديـن، يضاف الى ذلك هدم العديد من المنازل مع فرض التجول ومداهمة المنازل.
وقبيل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين وحدوث نكبة عام 1948 انشأ اهالي قرية البصة " اللجنة القومية العربية الفلسطينية " للاشراف على التسلح والتدريب للدفاع عن بلدتهم اسوة ببقية القرى والمدن الفلسطينية ، ولكن المؤامرة التي شاركت فيها بريطانيا جامعة الــدول العربية، والتفوق العسكري والتنظيمي الصهيوني ادى الى وقوع الكارثة. وفيما يتعلق بقريــــة البصة لم يتمكن المدافعون عنها من الصمود وسقط منهم شهداء من بينهم خضر عبد العال، حنا فرح، واغتال الصهاينة في كنيسة الروم الارثوذكس عددا من الفتيان والفتيات كان مـن بينـهـــم سليم اندراوس شقيقته ايلين ، البير ابو حمرا، وموسى سليم ، ابو عباس عبد العال، جريس كامل نادر وسليم شويري. اما القلة المتبقية فقد جرى اقتلاعهم واصبحوا حتى الان لاجئين في وطنهم، واما الاكثرية فقد اصبحوا لاجئين في لبنان وسوريا وتوزعوا باكثريتهم في المخيمات. واسـتقـــر البصيون منهم في الغالب في مخيم البص، مخيم الرشيدية ، مخيم عين الحلوة ومخيـم ضبيـــــه. و رغم قسوة الاوضاع بعد التشرد تمكن الفلسطينيون والبصيون من بينهم من الصمود والتمســك بحق العودة وتدبر امورهم المعيشية والتعليمية والنضالية.
وفي الازمات اللبنانية وخاصة بالحرب الاهلية كابد الفلسطينيون المشقات والويـــــلات خاصة في مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا وضبية حيث تم اقتلاع ساكنيها منها، ولقيت القلــة المتبقية من اهل البصة في مخيم ضبيه مضايقات، وسقط منهم عدد وافــر مــن الشـهداء عنــــد اجتياح القوات اللبنانية للمخيم، واضطر قسم كبير منهم للنزوح الى بيروت الغربية. وفي بنايـــة الصنايع ببيروت الغربية قضى عشرات البصيين الذين هجروا مخيم ضبيه نحبهم عندما دمــرت اسرائيل تلك البناية على من كان فيها . وبسبب الحرب الاهلية والاجتياح الاسرائيلي للبنان عــام 1982 نزح العديد من الفلسطينين الى خارج لبنان ومن بينهم البصيون. وقد استقر البصيون في العديد من الاقطار كانت الكثرة منهم في كندا والولايات المتحدة الامريكية وبعضهم فـي بلـــدان اوروبية كالدانمرك والمانيا والسويد والنروج واسبانيا، ولا يزال البعض في بلدان الخليج العربي مع اعتزام الاستقرار خارج لبنان وخارج تلك البلدان. اما الفلسطينيون المسـتقرون فــي لبنــان فاوضاعهم المعيشية بائسة بسبب القوانين اللبنانية التي تحول دون تمكنهم من العمل.
ورغم التشرد والشتات فان الفلسطينين اللاجئين في وطنهم وفي المنافي متمسكون بحق العودة، ومن الادلة الساطعة على ذلك ان اهل البصة في كندا وفي الولايات المتحدة وفي لبنــان انشأوا روابط بصية للتعاون ولغرس الشعور بالانتماء الوطني والقومـي فـي وجـــدان النــــشء الطالع ليبقى مستمرا في التمسك الصارم بقريته السليبة شأن البصيين في ذلك شأن غالبية قرى ومدن فلسطين.
اعداد الأستاذ يوسف ايوب حداد















bassawi


لن ننساكي يا بصة